مصطلحات الإبادة الجماعية – تأصيلا وتطورا ودلالة

Abstract

إن الإبادة الجماعية من العمليات البشعة التي ترتكب ضد الإنسانية على مرّ السنين، وضد الشعوب المضطهدة والشعوب التي ناضلت من أجل حقوقها والحفاظ على قوميتها وكيانها ودينها، وكل هذه الجرائم جرت من قبل السلطة الحاكمة آنذاك والتي تنتمي إليها هذه الشعوب، وبذلك تنوعت أنواع هذه الجرائم واختلفت واصطُلحت عليها تسميات مختلفة، فبعض المصطلحات كانت معروفة سابقا وبعضها اصطلحت عليها مصطلحات عصرية، هنا ظهرت الحاجة الملحة لبيان المصطلحات والخوض في جذورها التاريخية وبيان هذه المفردات بين القديم والحديث، وكيفية انتشارها وتغيرها وإبراز جميع مدلولاتها. إن هذه الأنواع من الدراسات مهمة للباحثين في مجالات التي تخص الإبادة الجماعية؛ كي لا يقعوا في اللحن اللغوي من خلال استعمالهم للمصطلحات في غير موضعه، وللحفاظ على أهمية اللفظ والمصطلح كي يترسخ هذه المصطلحات في أذهان الجيل القادم، وتكون معروفة لدى عامة الناس، فلا يحتاج أن يلتبس الأمر على أساس التجديد في المصطلحات، فكلما كانت المصطلحات موحدة أعطت نتيجة إيجابية في إيصال الرسالة للجميع ونحاول أن نكوّن حقلا دلاليا تخص الإبادة الجماعية (جينوسايد) كي تَعُمّ الفائدة على الجميع. 
المنهج المتبع في كتابة البحث هو المنهج الوصفي، لبيان أصل هذه المفردات المصطلحات ودراساتها دلاليا، وبيان التغيرات التي طرأت على مدلولاتها الأصلية وما تشير إليه الآن، وجمع المفردات التي تخص هذا الحقل.
يتناول البحث المصطلحات التي تخص الإبادة الجماعية في كوردستان العراق في الحقبة الزمنية (1987 -2000) من حيث ألفاظها الشائعة وأنواع هذه الجرائم وانشاء الحقل الدلالي لها، دون الخوض في غيرها، ويحاول البحث جاهدا الخوض في تحديد دلالاتها سابقا وحديثا من خلال استعمالاتها عند أهل الاختصاص.
وخطة البحث مكونة من مبحثين وملحق، حيث أن المبحث الأول هو بعنوان (أنواع الإبادة الجماعية)، ومطلبين: الأول: عمليّات الأنفال، والثاني: الأسلحة الكيمياوية. والمبحث الثاني هو (أشكال من عمليتي الأنفال والأسلحة الكيمياوية)، والذي يشمل جميع هذه المفردات (الترحيل والتهجير والتعريب، والوأد الجماعي، والمقابر الجماعية، والحبس العشوائي، والتدمير) وملحقا لهذين المبحثين وهو الحقل الدلالي لمفردات هذه الجرائم.
فأصل كلمة الإبادة هو بيد باد الشيء، أي انقطع وذهب ويبيد هَلَكَ. وأباده الله أي أهلكه أي هلكوا.  البيداء هو المفازة لا شيء بها، كما سمّوا الصحراء بيداء لأنها تُبيد سالكها، و الإبادة الإهلاك. (1) ويبيد بمعنى ذهب وانقطع، والشمس بُيودا غربت والبيداء الفلاة. (2)