إنكار الإبادة الجماعية و سبل مواجهتە قانونيا دراسة تاریخیة مقارنة

الملخص

تلقي هذه الدراسة المعنونة بـ(إنكار الإبادة الجماعية وسبل المواجهة القانونية) الضوء على احدی مراحل جریمة الإبادة الجماعية وهی إنكار الإبادة الجماعیة. والإبادة الجماعیة معروفة عالمیا بالجينوسايد و التي ترتكب من قبل الأنظمة المستبدة والجهات المتطرفة بهدف التدمير الكلي أو الجزئي لمجموعة قومية أو أثنية أو عرقية أو دينية. تهدف الدراسة إلى إظهار مدى خطورة إنكار الإبادة الجماعية بغية تحجيم الحقائق المتعلقة بأحداث الإبادة وتصغير عدد الضحايا ومحاولة إلقاء اللوم عليهم وتوصيفهم كجناة. وكذلك تهدف الدراسة إلى استعراض أهم الجهود الدولية المبذولة والرامية إلى العمل على إدراك ومواجهة إنكار الإبادة الجماعية من قبل الحكومات أو المجموعات المسلحة أو مجموعات أخرى وعلى الصعيد الشعبي  أيضاً، کذلک تجريمها والمعاقبة عليها و ذلک کمحاولة للحيلولة دون تکرار الإبادة. والإنكار جزء لا يتجزأ من خطة الإبادة الجماعية والذی یتضمن التخطيط السري للإبادة الجماعية والدعاية أثناء الإبادة وتدمير أدلة القتل الجماعي. إذ لا تزال الإنكار في الکثير من الدول غير مجّرم و غير معاقب عليه . تهدف هذە الدراسة أيضاً الى معرفة الهدف أو الغاية من إنكار الإبادة الجماعية و آثار و نتائج الإنكار بالنسبة للضحايا وکذلک التبعات القانونية و السياسية للإنكار، منها إحتمالية تکرار الإبادة و التشجيع للقيام بها، ما لم يتم أخذ إجراءات خاصة بتجريمها. إذ يقوم الجناة بإخفاء الحقيقة من أجل التهرب من المسؤولية وحماية المكاسب السياسية والأقتصادية التي سعوا إليها من خلال إرتکاب عملية الإبادة ونهب ممتلكات الضحايا ، و کمحاولة لاختلاق تأريخ بديل. الأمثلة التي تتناولها هذە الدراسة هي إنكار الإبادة الجماعية لسکان أوروبا من اليهود علی ید حزب العمال القومي الاشتراكي الألماني (النازي) الحاکم خلال الحرب العالمية االثانیة بين الأعوام (1939-1945) وإنكار الإبادة الجماعية لسکان ترکيا من الأرمن على يد السلطات العثمانیة بقیادة جمعية الاتحاد والترقي خلال الحرب العالمية الأولى سنة 1915.