في طَبِيعَةِ اللُّغَةِ العربية وَوَظِيفَتِهَا وَمَنْهَجِ ْالعُلماء القُدامى فِي مُعَالَجَاتِهِمْ لَهَا
Keywords:
لغة العرب, لغة قریش, الفصاحة اللغویة, الفراغ اللغوی, الفاظ اعجمیةAbstract
العربية لغة أمة من أمم هذه الأرض، إنها لغة العـرب، فهي تؤدي مهام لغة أمتها منذ النشأة الأولى، وأصبحت لغة العالمين إيماناً واعتقاداً، فتكلفت بالأداء الإسلامي خير أداء عقيدةً وشريعةً. فمن أجل هذا، شرع اللغويون القدامى عند فجر التشريع والتقنين اللغويَيْنِ بجمع العربية وغربلتها، للحصول على أفصح اللغات وأنقاها، واشترطوا للفصاحة اللغوية شرطين وهما: التبدّي العميق، والقرب من قبيلة قريــش، وذلك تجنُّباً لكل لفظة يُشمُّ منها رائحة العُجمة والدَّخيل. فأقبلوا على لغات قريش، وقيس، وتميم، وأسـد، وهذيل، وبعض كنانة، وبعض الطائيين، وتركوا لغات ثماني عشرة قبيلة وجِهَةً بحججٍ واهيةٍ: مـن مثل: قرب هؤلاء من الرومان، والفرس، والهند، والنبط، وغيرها،وهم: لخم، وخـزام، وقضاعة، وغسان، وأياد، وتغلب، والنمر، وبكر، وعبدالقيس، وأزد عُمان، وأهل اليمن، وبني حنيفة، وسكان اليمامة، وثقيف، وسكان الطائف، وحاضرة الحجاز. فبتركهم لغات تلك القبائل العربية الأصيلة، لم يُدركوا، أو ناسوا، أو تناسَوا، أن في القرآن الكريم عشرات وعشرات من كلمات غير العربية، وقد ألَّف العلماء في ذلك كتباً أمثال: الجواليقي 465هـ ـ 540هـ ، والسيوطي 911هـ وغيرهما. وحتى إن لغة قريش نفسها تتضمن عشرات الألفاظ غير العربية. من هنا، يتضمن هذا البحث أن لابُدَّ من قراءة جديدة، وبناء تقنين جديد للعربية، بحيث يشتمل على جميع لغات العرب، حتى يُملأ ذلك الفراغ اللغوي الذي حدث، ولا تخسر أمة العرب والعربية نفسها، من مخزونها اللغوي الثَّرّ على طول الزمان والمكان.