الإبادة الجماعیة ضد الاشوریين النسطوريين فی العراق
Keywords:
مذبحة, سمیل, اشوری, نسطوری, تیاری, بازی, هکاری, ارتودوكس, اللیڤی, الإبادة الجماعیةAbstract
تناولت الدارسة المذبحة التي اقترفها الجيش العراقي ضد الاشوريين العزل في قرية سميل الواقعة غرب مدينة دهوك بنحو 16كم. طلبت الجهات الحكومية من الاشوريين في القرى المجاورة التجمع في سميل ليكونوا تحت حماية مخفر الشرطة في القرية الذي كان يرفرف عليه العلم العراقي تم الاطلاع على معظم الكتب و الدراسات السابقة التي تناولت تاريخ الاشوريين الحديث و المعاصر و مانشره الجانب العراقي عن المذبحة محاولاً طمس الحقيقة. تعد دراسة المفتش الاداري الانگليزي في الموصل المقدم رونالد ستافورد Lt. col. R. S. Stafford المعنون مأساة الاشوريين (The Tragedy of the Assyrians) و كتاب السيد عوديشو برزانا (اعوام الشدة معركة (ديربون) و فاجعة سميل و كتاب عبدالرزاق الحسني – تاريخ الوزارات العراقية من اهم المصادر عن تلك المجزرة البشرية، لان مؤلف الكتاب الاول و مؤلف الكتاب الثاني شارکوا في الاحداث و يعدان شاهدي عيان. اما كتاب عبدالرزاق الحسني فانه لا يتعدى كونه يعبر عن وجهة نظر الحكومة العراقية الرسمية و دون بيانات الحكومة عن الاحداث، فابتعد عن الحقائق، علما بان المؤرخ كان معاصراً للأحداث، الا ان كتابه لايتعدى كونه وثيقة رسمية عن تأليف الحكومات العراقية في العهد الملكي و أعمالها و ابرز الاحداث في العراق. مع ذلك فان مؤلفه مادة خام يستطيع الباحث ان يستخرج منها عن طريق التحليل العديد من الوقائع و الحقائق كما حدثت.
تعد الشهادات التي تم تدوينها على لسان النساء و الصبيات او الصبيا ممن شاهدوا تلك المذبحة المروعة باعينهم من الوثائق المهمة التي تميط اللثام عما ذكرته الحكومة و تنفي مانشر عن الجانب الحكومي حول ما حدث في سميل.
دونت عصبة الامم League of Nations واحتفظت به في ملف خاص.
بعد البحث و التحري في المصادر المذكورة و مصادر اخرى عديدة، ظهر بان ما حدث في سميل بقتل الرجال الاشوريين العزل و عدد من النساء و الاطفال الابرياء، جرى وفق خطة أعد لها سلفا، لذا فان تلك المذبحة تدخل في حقل جرائم الابادة الجماعیة المرتكبة ضد الانسانية (Genocide)، لذا ينبغي ان يعترف مجلس النواب العراقي (البرلمان) و الحكومة العراقية بان ما حدث في سميل يعد جريمة ضد الانسانية و بان الجيش العراقي و الادارة الحكومة اقترفوا تلك الجريمة و ان يقدما اعتذاراً رسميا للضحايا و من بقي من ذويهم على قيد الحياة وان يعوضوا أسر الضحايا الذين رأوا المجزرة باعينهم على الرغم من مرور 88 سنة على ارتكاب ذلك العمل الشائن.
حقا لقد تحققت نبوءة ويكرام W.A. wigram and E.T.A. wigram)) عندما اشار في كتابه (مهد البشرية The Cradle of mankinds) بان المذابح يمكن ان تقام فعلا و لاينال مرتكبوها عقابا اذا كان الذباحون أقوياء شرسين بما فيه الكفاية (مهد البشرية: ص 338).
ادی بطبيعة الحال عدم محاسبة الحكومة العراقية على جرائمها ضد الانسانية آنذاك على تشجيع الحكومات العراقية المتعاقبة في العراق على ارتكاب جرائم اخرى ضد الانسانية و لاسيما ضد سكان كردستان و التي وصلت الى الذروة في عمليات الانفال (الإبادة الجماعية) التي اقترفتها الحكومة العراقية ضد الكردستانيين سنة 1988 ثم جرائم الارهابيين ضد الشعب العراقي عموما التي وصلت الى القمة في اب 2014 عندما قام ارهابيو الدولة الاسلامية في العراق و الشام (داعش) بغزو الكرد الايزديين و قتل رجالهم و سبي نسائهم و اطفالهم و جعل اموالهم غنيمة لهم على مرای من العالم المتمدن و لايزال الاف الايزديين مفقودين.