تعويض ضحايا الإبادة الجماعية ودوره في إرساء التعايش السلمي

الملخص

يعد التعويض مفتاحاً رئيسياً لدخول العدالة بما تتضمنه من مفاهيم ومضامين يقف في مقدمتها جبر اضرار ضحايا الجرائم التي تدخل ضمن تصنيفات القوانين الداخلية والدولية والتي تعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الانسان، فضلاً عن دورها الفعال في تمزيق النسيج الاجتماعي في الاوطان التي ترتكب فيها هذه الجرائم، ومن ثم تسعى هذه القوانين الى ازالة اثار هذه الجرائم بالنسبة للضحية وذويه، فضلاً عن اعادة بناء النسيج الاجتماعي واعادة التعايش السلمي المجتمعي. ويتوسل الى هذا الهدف بعدة وسائل اهمها تعويض ضحايا هذه الجرائم، هذا التعويض بصوره المختلفة المادية والمعنوية يعد جبراً للضرر ولا يمكن بناء التعايش السلمي المنشود بدونه، فهو وسيلة ذات بعدين: فردي يستهدف به الضحية لرفع او محو اثار الجرائم غير الانسانية التي طالته في شخصه او ماله او عرضه، وبدون هذا التعويض لا يمكن اعادة اندماجه بالمجتمع، وبعداً اجتماعياً يستهدف جبر الاضرار المجتمعية جراء ارتكاب هذه الجرائم واعادة بناء السلم المجتمعي.
والتعايش السلمي لا يمكن الشروع به الا بالاقتصاص من الجناة واصلاح وجبر الاضرار التي لحقت بالضحايا، من هنا كان الترابط حتمياً بين جبر الضرر والتعايش السلمي للمجتمعات التي عانت من هذه الجرائم
.