جريمة الحمل القسري للايزيديات المشاكل والحلول

Abstract

يعد الحمل القسري من ابرز الجرائم واكثرها خطورة في النزاعات المسلحة والتي يستهدف من خلالها الجناة التغيير العقائدي لفئة من المجتمع بشكل ممنهج ومنظم وهي جريمة عاصرت مختلف الازمان الغابرة ولا زالت حاضرة وبقوة الى يومنا هذا ولعل خير مثال على هذه الجريمة في الوقت الحاضر وما عانته النساء الايزيديات على يد عصابات داعش الارهابية، وهذه الجريمة تختلف عن الاغتصاب وهتك العرض والفعل المخل بالحياء من حيث ركنها المادي والمعنوي وقد خلا قانون العقوبات العراقي والقوانين المكملة له من تنظيمها على الرغم من خطورتها وآثارها الاجتماعية والقانونية والجيوسياسية غير ان قانون المحكمة الجنائية نص عليها بوصفها جريمة ضد الانسانية وهي بهذا الوصف أعم واشمل من جرائم الابادة الجماعية، لان الأذى الجسدي والنفسي  الذي تحدثه هذه الجريمة يختلف كماً ونوعاً عن ذلك الذي يتسبب به العنف الجنسي لوحده، حيث يعتبر اجبار النساء على حمل اطفال بغية التغيير العقائدي لفئة معينة من النساء في مجتمع كالذي حصل من النساء الايزيديات في مجتمعنا العراقي تعذيباً في اشد صوره، وعلى هذا تستحق هذه الجريمة الخطيرة محاكمة وعقوبة منفصلة عن غيرها من الاوصاف وقد كشفت الممارسات الارهابية لعناصر داعش عن العدد الهائل والمرعب لهذا النوع من الجرائم وارتباطه بمنهجية فكرية وعقائدية لذا كان حرياً بالمشرع الجنائي المبادرة الى تجريم هذا النوع من الجرائم لما له من آثار كارثية وذلك من خلال تعديل التشريع القائم او الانضمام لمعاهدة روما التي اسفرت عن قانون المحكمة الجنائية الدولية حتى لا يفلت الجناة من العقاب